تفتكر ممكن تقعد أو تتكلم مع عميل سواء كنت طبيب أو مُعالج من غير ما تتكون علاقة بينكم؟
أيًا كان نوع العلاج اللي بتقدمه سواء دوائي أو نفسي وأيًا كان نوع العلاج النفسي سواء معرفي سلوكي أو جدلي أو دينامي أو أيًا كان. مش ممكن تقعد مع العميل من غير ما تتكون بينكم علاقة.
في أشكال كتير جدًا للعلاقة اللي ممكن تتكون بينكم، في نمط كان هو السائد في وقت من الأوقات ولسه في بعض الناس شايفة إنه مُناسب وهو:
علاقة الخبير بالعميل:
- ودا نوع بتتخيل فيه إنك فاهم العميل أكتر من نفسه وبتتخيل نفسك عارف إيه الأحسن له وإيه اللي هينفعه وإيه اللي هيضره. وهنا انت بتاخد له كل القرارات والعميل بيتحط في دور سلبي بينفذ فيه اللي انت بتقوله.
عيوب النوع دا:
- العميل مش بيحس إنه بيشارك في العميلة العلاجية ومش بيحس إن له أي دور في التحسن. فلو في تحسن بيُنسب للطبيب أو المُعالج. ولو في ضرر أو لو في مشاكل؟ الطبيب أو المُعالج هو اللي عليه المسؤولية لوحده برده لإنه هو اللي اختار.
- هتخسر شريك ثمين عارف عن نفسه وعن ظروفه وعن حياته وعن إيه المناسب له وإيه اللي مش مناسب له كتير جدًا. من غير مشاركته نسب التحسن هتقل.
- مُقاومة العميل هتزيد حتى لو كان الظاهر غير كدا. لإن إحنا كبشر عندنا حاجة للاستقلال والاعتماد على النفس. فلو حتى العميل قالك ماشي في وشك من وراك هيعمل غيره لو مش مناسب له.
النوع دا مفيش على فعاليته أي دليل، وضد اللي المفروض نعمله وبقى دلوقتي مُخالف لأخلاقيات المهنة.
طيب إيه نوع العلاقة الأحسن؟
علاقة التعاون أو التحالف: ودي بتتسمى الـ Therapeutic Alliance أو الـ Working Alliance وفي ال Motivational Interviewing بتتسمى الـ Partnership:
التحالف دا يبدو غريب جدًا على حد لسه بادىء التخصص عشان في صور قديمة محفورة في دماغنا عن علاقة الطبيب بالمريض أو المُعالج اللي عارف كل حاجة والمريض أو العميل اللي ميعرفش أي حاجة ولو طبيب فهو بيسمع الأعراض وبيكتب روشتة والموضوع انتهي. وإن العلاقة لازم الطبيب أو المُعالج يتشاف فيها في دور أسطوري منيع من التعب والإرهاق والمرض النفسي وأي حاجة من اللي بيتعرض لها البشر. العلاقة المُتخيلة دي غير إنها مش حقيقية ضررها كبير جدًا على الطرفين.
طيب إيه هو شكل التحالف دا؟
- العلاقة هنا علاقة شراكة وتعاون ما بين اتنين، مفيش حد فيهم أحسن من التاني. العميل خبير في حياته والطبيب أو المُعالج عنده خبرته وعلمه اللي ممكن يساعدوا العميل.
- العميل جايلك عشان عاوز يبقى أحسن ويتغير. مش انت اللي هتغيره ومش انت المسؤول عن تغييره. دورك إنك تسهل التغيير عليه ولو في عقبات للتغيير تحاولوا تشيلوها مع بعض.
- في العلاقة دي مش إحنا اللي بنقدم الإجابات والحلول. العميل ممكن يكون عنده حلول كويسة جدًا، إحنا بنحاول نساعده يلاقي الحلول دي. وممكن يكون عندنا آراء أو أفكار أو اقتراحات ونقدمها.
- العميل بيقرر لنفسه. مش انت اللي بتقرر له ولا انت اللي بتختار له.
- بنتفق على أهداف للعلاج مع بعض. أيًا كانت الأهداف دي إيه حسب المدرسة العلاجية.
- العميل بيشارك مُشاركة فعّالة في الوصول للأهداف دي.
- بنكون علاقة تسهل التحالف دا (هتكلم عنها في المرات الجاية إن شاء الله)
هل في حاجة تقول إن التحالف دا هو شكل العلاقة الأحسن فعلًا؟
- في كذا meta-analysis اتعملوا ولقوا إن العلاجات اللي بيكون فيها تحالف علاجي قوي النتيجة بتكون أحسن والـ Effect size بيكون حوالي من 0.23 لـ 0.54 ودا يعني تأثيره مُتوسط على نتيجة العلاج. وإن التحالف دا من أهم الحاجات في العلاج النفسي.
إزاي نكون التحالف دا؟
دي شوية إرشادات بسيطة:
- اسأل عن توقعات العميل للعلاج.
- اسأل العميل هو عاوز يطلع بإيه من العلاج وأهدافه إيه.
- المهام والحاجات اللي انتوا شغالين عليها تكون مُرتبطة بأهداف العميل.
- لو في حاجة انت شايف إنها مهمة بتقترحها ومبتبدأش فيها غير لما العميل يوافق.
- خد فيد باك من العميل عن العلاج ودا بيختلف حسب المدرسة بس المهم يكون في فيد باك. فمثلًا في العلاج المعرفي السلوكي جُزء من آخر كل جلسة بنسأل العميل عن رأيه في الجلسة وبنسأل كل فترة عن سير العملية العلاجية.
ملحوظة: علاقة التحالف مش هنقدر نعملها في وقت العميل أو المريض مش مُستبصر أو في مرحلة بيشكل فيها خطر على نفسه أو على غيره زي مثلًا وقت الفُصام النشط. في وقت زي دا إحنا ممكن ناخد القرارات بالنيابة عنه مع المسؤول عنه، لكن بمُجرد وجود الاستبصار بنرجع لعلاقة التحالف تاني.
في شوية أساسيات في طبيعة العلاقة نفسها عشان نعمل التحالف العلاجي هكمل كلام عنها المرة الجاية إن شاء الله.
لو حد عنده تعديل أو إضافة أو رأي تاني يا ريت يشاركنا بيه.
المصدر:
Clinical Interviewing Sommers & Rita Flanagen.
